responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير - ط العلمية نویسنده : ابن كثير    جلد : 5  صفحه : 331
الْأُمُورِ الْعِظَامِ يَا وَيْلَنا أَيْ يَقُولُونَ يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا أَيْ فِي الدُّنْيَا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ يَعْتَرِفُونَ بظلمهم لأنفسهم حيث لا ينفعهم ذلك.

[سورة الأنبياء (21) : الآيات 98 الى 103]
إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ (98) لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لَا يَسْمَعُونَ (100) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (102)
لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)
يَقُولُ تَعَالَى مُخَاطِبًا لِأَهْلِ مَكَّةَ مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ وَمَنْ دَانَ بِدِينِهِمْ مِنْ عَبَدَةِ الْأَصْنَامِ وَالْأَوْثَانِ: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيْ وَقُودُهَا [1] يَعْنِي كَقَوْلِهِ: وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ [التَّحْرِيمِ: 6] وَقَالَ ابن عباس أيضا: حصب جهنم يعني شَجَرِ جَهَنَّمَ، وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: حَصَبُ جَهَنَّمَ يَعْنِي حَطَبَ جَهَنَّمَ بِالزِّنْجِيَّةِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ وَقَتَادَةُ: حَطَبُهَا، وَهِيَ كَذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ عَلِيٍّ وَعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَقَالَ الضَّحَّاكُ:
حَصَبُ جَهَنَّمَ أَيْ مَا يُرْمَى بِهِ فِيهَا، وَكَذَا قَالَ غَيْرُهُ، وَالْجَمِيعُ قَرِيبٌ. وَقَوْلُهُ: أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ أَيْ دَاخِلُونَ لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوها يَعْنِي لَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْأَصْنَامُ وَالْأَنْدَادُ الَّتِي اتَّخَذْتُمُوهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً صحيحة لما وردوا النار وما دَخَلُوهَا وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ أَيِ الْعَابِدُونَ وَمَعْبُودَاتُهُمْ كُلُّهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ كَمَا قال تعالى: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ [هُودٍ: 106] وَالزَّفِيرُ خُرُوجُ أَنْفَاسِهِمْ، وَالشَّهِيقُ وُلُوجُ أَنْفَاسِهِمْ وَهُمْ فِيها لَا يَسْمَعُونَ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْمَسْعُودِيَّ عَنِ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِذَا بَقِيَ مَنْ يَخْلُدُ فِي النَّارِ جُعِلُوا فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ فِيهَا مَسَامِيرُ مِنْ نَارٍ، فَلَا يَرَى أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّهُ يُعَذَّبُ فِي النَّارِ غَيْرُهُ، ثُمَّ تَلَا عَبْدُ اللَّهِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لَا يَسْمَعُونَ وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ حَدِيثِ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمَسْعُودِيِّ عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَذَكَرَهُ.
وَقَوْلُهُ: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى قَالَ عِكْرِمَةُ: الرَّحْمَةُ. وَقَالَ غَيْرُهُ السَّعَادَةُ أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى أَهْلَ النَّارِ وَعَذَابَهُمْ بِسَبَبِ شِرْكِهِمْ بِاللَّهِ، عَطَفَ بِذِكْرِ السُّعَدَاءِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، وَهُمُ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ السَّعَادَةُ وَأَسْلَفُوا الأعمال الصالحة في الدنيا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ [يُونُسَ: 26] وَقَالَ:
هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ [الرَّحْمَنِ: 60] فَكَمَا أَحْسَنُوا العمل في الدنيا أحسن الله

[1] انظر تفسير الطبري 9/ 89.
نام کتاب : تفسير ابن كثير - ط العلمية نویسنده : ابن كثير    جلد : 5  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست